أحمد العايدي رحمه الله


أحمد العايدي رحمه الله

المصدر : رمضان بنسعدون

العايدي بائع السجائر و البنزين ذي الشارب التركي

حينما كنا صغاراً كنت أبكر للذهاب إلى مدرسة عبد الواحد المراكشي بعين بني مطهر بعدما تقوم أمي بإحضار لي الفطور يإنضاج الفطيرة على آنية "الفراح" بواسطة الحطب الذي كانت تجلبه من خوي الكرمة على مقربة من بقايا سقوط الطائرة الأمريكية في العام 1944 و الشاي و لما أعود مساء أيضا أجدها قد وضعت لي فطيرة أخرى و أبريق الشاي على جمرات بالموقد و على كتفي محفضتي التي تخيطها لي أمي من بقايا ملابس

والدي كثيرا ما كنت أذهب حافي القدمين .. و أمر على عمي العايدي ذي الشاربين المتميزين على الطريقة التركية الجزائرية و هو جالس أمام محطة البنزين و بيع السجائر بمحل الحاج علي قاسمي .. و لم أعد أرى العايدي منذ 1974 لا هو و لا الطبيب قادة ولد رحال و لا كثير من الجزائريين الذين بقوا بعد إستقلال القطر الجزائري من الإحتلال الفرنسي و كانت أمي قد ذكرت لي حكاية لما أعلن إستقلال الجزائر عام 1962 كانت أمي حبلى بأختي الكبرى عائشة و كانت الأسرة تقطن بمسكن بسيدي يحيى 5 كيلومترات إلى الشرق من مدينة وجدة فكانت الفرحة تعم أرجاء المغرب و الجزائر و كان الجزائريون القاطنون بشرق المغرب مبتهجون و محتفلون بإستقلال الجزائر و هم يهمون بالعودة إلى الوطن المستقل

فكان هناك باب مهترئ بمسكن العائلة بسيدي يحيى و كان في الهزيع الأخير من الليل خلال غيبة أبي في عمل بعيد عن وجدة و طفق جزائريون يضربون بأرجلهم باب المنزل لكنهم لم يستطيعوا كسره و إستبد الخوف بأمي حتى إنبلج الفجر و في الصباح الباكر أخذت أغراضها و فرت إلى عمتي كانت تقطن بلازاري فرارا بجلدها حتى لا ينتهك حرمتها المهاجرون الجزائريون الذين كانوا يهاجرون إلى بلدهم الأصلي هكذا حكت لي أمي ..

و هناك حكايات كثيرة عن إخواننا الجزائريين إبان تواجدهم بالمغرب خلال الثورة الجزائرية كان زوج خالتي حداداً فحكى لي بأن صلاح الجزائري الذي كان زعيم المجاهدين الجزائريين المرابطين بعين بني مطهر يأخذه لتسمير الخيول و صناعة بعض الأغراض المرتبطة بالحدادة بمنطقة الشط شرقي عين بني مطهر و ذكر لي بأن هؤلاء كانوا يقومون بتصفية الخونة من الجزائريين و يأتون بجثثهم ليدفنوها بعين بني مطهر على متن العربة ذات الدفع الرباعي المجرورة بفرس التي كان يقلني صلاح معه على متنها ..

****************************

قيل كذلك

بقلم بالحبيب مصطفى

ولد المرحوم أحمد العايدي النهاري بالعريشة تلمسان سنة 1903 وتوفي سنة 1980 بوهران، دخل عين بني مطهر ( برگم) حوالي 1910 رفقة والده وأمه وإخوته بعد مصادرة أملاكهم وأراضيهم من طرف الإحتلال الفرنسي بالجزائر وإشتغل كمسير لمحطة البنزين لمالكها الحاج علي گاسمي . و يشهد له الجزائريين أنه كان عضوا في جبهة التحرير، إذ كان منزله بعين بني مطهر مركزا لإستقبال الأعضاء النشطين بالثورة ، بايوائهم وتمويلهم بالتبرعات فلقب ب (حبيب الثورة) ، إسمه لا زال يسمع في ولاية تلمسان . كان رجلا ذكيا محبا للعلم والمعرفة

إذ كان يدعو لتعليم الأولاد والبنات ، وقد أنعم الله على ذريته من أولاده وأحفاده، فكانوا خير خلف له، فمنهم من هم إطارات في الدولة وأساتذة وأطباء ومهندسين ..كان المرحوم محبا للقرية وسكانها، إذ تربطه بالكثير منهم صداقة وطيدة وأذكر على سبيل المثال لا الحصر، السيد الحاج العلي قاسمي والفرح وقوادري وبلعياط والزبير بن جلون والسيد محمد بن الطاهر والطاهري وغيرهم ....غادر الى الجزائر عام 1973...رحمه الله وجازاه عنا خيرا ، وأسكنه فسيح جناته والمتوفين من أبناء قريتنا المحبوبة .

****************************

Malika Naila Elaidi

قالوا من هو؟ قلت أبي، قالوا ولكن من هو؟! قلت : أبي وروحي ، قالوا: احي هو؟ قلت: هو في رحمة الله ، قالوا عمره؟ قلت: ضاع عمري ، قالوا استراح من هذه الدنيا ، قلت : بدأ همي وحزني ، قالوا اءرثيه قلت: بل أرثي نفسي، قالوا كان سندا لك ، قلت بل كان حياتي .رحمك الله يا ابي ولاقاني بك وأمي في جنان الخلد آمين.

****************************

رحمة الله عليه انه كان من خيرة الرجال في عين بني مطهر

****************************

Puisse Dieu avoir Si Laidi en sa sainte miséricorde.C était un modèle de sagesse et de générosité.

تاريخ النشر : 2018/08/14 م