ذكريات مهاجر سري الجزء الأخير


ذكريات مهاجر سري الجزء الأخير

المصدر : عبد الكريم السالمي

إقترب يونس من حائط المنزل و هو يسائل نفسه ما الذي فعل في حياته حتى تلاحقه المحن و المصائب كما يلاحق ذئب جائع خطوات حمل وديع ، لم يمر وقت طويل حتى بدأ جسمه يرتعد بالكامل من شدة قساوة برد تلك الليلة من ليالي شهر دجنبر، حاول أن يقاوم فراح يحرك أطرافه و يدلك عضلات جسمه بقوة لكن كل ذلك لم ينفع في شيء ، كان عليه أن يختار إما البقاء في الخارج و إنتظار موت محقق أو معاودة الدخول إلى ذلك المنزل المسكون بالجن ، لم يكن أمامه خيار ثالث ، إقترب قليلا من النافذة و ألقى بسمعه في خشوع ، لم تلتقط أذناه أي حركة أو صوت ، تشجع قليلا و حاول أن يقفز لكن جرأته خانته في ذلك الموقف الرهيب .

حز في نفسه كثيرا أن يموت غريبا في ذلك المكان ، تذكر والدته و أفراد أسرته فعادت به ذاكرته فجأة إلى ليلة من تلك الليالي التي كان يرافق فيها والده إلى الضيعة التي كان يعمل فيها ، تذكر تلك اللحظة التي رأى فيها والده يخلد لفراشه باكرا و سأله عن عدم خوفه من أن يباغته اللصوص و هو غارق في النوم حينها قال له أبوه : يا ولدي طوال أربعين سنة و أنا أحرس هذه الضيعة لم يمسسني يوما مكروه من إنس و ﻻ من جن ذلك لأنني أقوم كل ليلة قبل الخلود إلى النوم بدوة كاملة حول الضيعة و أنا أقرأ في نفسي آية الكرسي . ظل يونس واقفا قرب النافذة حافي القدمين ينظر إلى مصيره المعلق بين عالم الجن و قساوة صقيع ﻻ يرحم ، لم يعد قادرا على تحمل المزيد ، بدأت أسنانه تصطك و إزدادت درجة حرارة جسمه في الإنخفاظ إلى حد بدا له الموت وشيكا ،

لم يعد أمامه سوى خيار دخول المنزل من جديد لعل تلك الأرواح تكون أرحم عليه من وخزات ذلك الصقيع القاتل ، إقترب من النافذة و كلام أبيه ﻻ يزال يرن في أذنيه ، شعر و كأن صوتا ما في داخله يقول له أدخل الأرواح التي في الداخل ليست شريرة ، تشجع و إﻻ ستموت من شدة البرد ، إنسل يونس بجسمه النحيف عبر النافذة و هو يردد في نفسه آية الكرسي، مشا ببطء شديد نحو أريكته سحب الأغطية البيضاء التي كانت عليها ثم تراجع إلى الخلف و هو يتحسس بيديه مكان أريكة أخرى كانت قريبة من النافذة ، إرتمى في حضنها و لملم كامل جسده بتلك الأغطية البيضاء و هو ﻻ يزال يردد في نفسه آية الكرسي ، مرت اللحظات الأولى بسلام فإطمأنت نفسه قليلا ،

ظل على تلك الحال زمنا طويلا و هو يردد آية الكرسي و آذانه تصغي لكل ما من حوله . إستيقظ يونس مع إشراقة يوم جديد ليجد نفسه في حضن أريكة صغيرة ، ﻻح بنظره في جنبات المنزل المضاء بنور شمس دجنبر الدافئة ، تذكر مأساة ليلة البارحة بكل تفاصيلها ثم نهض من مكانه و هو يحمد الله على أنه ﻻ يزال سليما معافا من كل مكروه ، لبس حذاءه و خرج من المنزل ، جلس بالقرب من النافذة للحظات طويلة يتأمل في نفسه و في السماء و الأرض و في كل ما من حوله كعائد من المنفى أو كمن ولد من جديد ، و هو جالس هناك يحتفل في هدوء بعودته سالما من عالم الأرواح أثار إنتباهه خروج أفراد المنزل الآخر دفعة واحدة تتقدمهم آمرأة عجوز و بجانبها المرأة ذات الفستان الأبيض ، تقدم نحوه رجل بدا له من بعيد في سن الخمسين لكنه ما لبث أن توقف و عاد أدراجه بعدما نادت عليه تلك المرأة العجوز .

ظل يونس جالسا في مكانه ينظر في غاية أفراد تلك العائلة فقال في نفسه : لو كانوا يريدون إيذائي لإتصلوا بالشرطة منذ وصولي إلى هذا المنزل المهجور ، نسي معاناته مع الجن ليلة البارحة و راح يفكر في فك لغز تلك العائلة التي ظلت واقفة في مكانها تراقبه من بعيد ، فضل الإنسحاب من ذلك المشهد و التوجه نحو المدينة ؛ نهض من مكانه و شق طريقه غير المعبد ، مر على ملعب الكرة و سلك الشارع الطويل إلى أن وصل إلى ملتقى الطرق حيث تمثال رجل البرونز ، نسي موضوع تلك العائلة و راح يفكر في النادلة الشقراء ، كان شوقه إلى رؤيتها يفوق إشتياقه لقهوة الصباح رغم جوعه و حاجته للطعام ، كان يراقبها من بعيد و هي تلبي بين الحين والآخر طلبات الزبناء الجالسين خارج المقهى ، ظل واقفا في مكانه يتمعن في رشاقة جسمها و شعرها الأشقر المنساب على كتفيها دون أن يمني نفسه بما كان يراه بعيد المنال .

بقي يونس واقفا في مكانه ما يزيد على نصف ساعة من الزمن ، لم يكن هناك مكان آمن يقصده لتناول فطور الصباح سوى المقهى الذي تعمل فيه النادلة الشقراء ، فكر أن يذهب إليها كما فعل صباح البارحة لكن ما تبقى من عزة نفسه منعه من الإقتراب ، تحرك من مكانه و هو يقاوم الرغبة في إحتساء كأس شاي ساخن ، قطع الطريق و مشا على الرصيف الآخر المقابل للمقهى و هو يفكر في اللجوء إلى حاوية أزبال عله يجد فيها ما يلهي به أمعاءه المتصارعة ، إستدار جهة المقهى بعيون يملؤها الحزن فإذا بعينه تقع على عين النادلة الشقراء ، ﻻ شك في أنها كانت هي الأخرى تتابع حركاته من بعيد ، نسي يونس جوعه و راح ينصت لتغاريد بعض البلابل التي حطت فجأة على ضفاف قلبه ، ظلت النادلة تنظر إليه بنظرات ذابلة ثم آختفت خلف باب المقهى ،

أخرج يونس من جيبه نصف سيجارة من سجائر الرصيف التي كانت بحوزته فأشعلها و ظل واقفا في مكانه ينتظر خروجها حتى دب الفتور في نفسه و هم بالرحيل ، خرجت النادلة الشقراء في ذات الوقت و هي تحمل في يدها طبقا كما بالأمس ، وضعته على نفس الطاولة المعزولة التي تناول عليها يونس فطوره صباح البارحة ثم راحت تتابع عملها من جديد ، إحتار يونس في أمره هم بالتوجه نحو الطاولة لكن عفة نفسه منعته من التقدم ، كان عليه أن يحفظ ماء وجهه رغم حاجته إلى تناول ذلك الفطور الذي سال له لعابه من بعيد ، بدا له الأكل من حاويات الأزبال أهون عليه من الجلوس حول تلك الطاولة من غير دعوة و ﻻ إستأذان ، خرجت النادلة و راحت تنظر إليه و هو ﻻ يزال واقفا في نفس المكان ،

أشارت إليه بيدها و إبتسامة خفيفة تعلو ملامح وجهها الفاتن ثم تركته و عاودت الدخول إلى المقهى ، عادت البلابل تغرد على ضفاف قلب يونس من جديد ، قطع الطريق و توجه نحو الطاولة و عيناه تسرقان النظر في وجه النادلة من خلف الزجاج...كأس شاي كبير و قطعتا خبز محشوتان بالجبن مع كأس عصير برتقال...بات وجود النادلة الشقراء في حياة يونس يمنحه كثيرا من الدفء و الأمان ، تأسف لعجزه عن مكافأتها و تمنى لو أنه كان قادرا على أن يرد لها بعض الجميل ، تناول فطوره و أخرج من جيبه ورقة الخمسين فرنك فرنسي التي كانت ﻻ تزال بحوزته ، تركها فوق الطاولة ثم إنسحب قبل خروج النادلة من المقهى ، إبتعد كثيراً و تابع طريقه و هو يدعو الله في نفسه أن ينزل عليه فرجا قريبا يخلصه من الهوان و يغنيه عن ذل السؤال . قضى يونس يومه الثالث هائما بين شوارع مدينة لوركا دون أن يصادف في طريقه ما يمكن أن ينقذه من حياة التشرد و الضياع ،

عاد إلى المنزل المهجور مع غروب الشمس بعدما إكتفى بما جادت عليه حاوية أزبال من طعام ﻻ يأكله إﻻ من كان مشرفا على الهلاك . سلك طريقه غير المعبد تحت أنظار بعض أفراد المنزل الآخر الذين هبوا لمراقبته كالعادة بمجرد خروجه من المدينة ، بات لغز تلك العائلة يحيره كثيرا ، راودته أسئلة عديدة حول تصرفهم الغريب دون أن يجد لها جواباً ، وصل إلى المنزل قفز من النافذة و هو يفكر في ليلته الثانية التي سيقضيها مع الأرواح الغريبة ، عاوده الخوف من جديد إلى أن تذكر أن تلك الأرواح لم تمسسه بسوء ليلة البارحة فهدأ روعه بعض الشيء ، لم يكن أمامه سوى خيار المبيت إن هو أراد النجاة من قساوة برد الشتاء القاتل ، سحب الأريكة الصغيرة من مكانها و وضعها تماما تحت النافذة ، كان الليل ﻻ يزال في بدايته ، خرج من المنزل مرة أخرى و جلس وحيدا يتألم بهدوء الليل و خلو المكان ،

قضى ساعات طوال و هو جالس مع الذكريات و الأحزان إلى أن أرغمه الصقيع القاتل على دخول المنزل من جديد ، وقف أمام النافذة و راح يردد في نفسه آية الكرسي ثم آرتمى في حضن الأريكة الصغيرة وسط ظلام حالك ، لملم جسده بالأغطية البيضاء و إستمر في القراءة ، مرت لحظات طويلة و عاد صوت ماء الحنفية و قرع النعال ليدقا مسامعه ، تسارعت نبضات قلبه لكنه ظل ثابتا في مكانه يصارع الخوف و الهواجس إلى أن عم السكون من جديد ، إطمأنت نفسه فأسلم روحه لنوم طويل . إستيقظ يونس على وقع ضجيج أصوات من حوله فظن بأن الأرواح عادت لتحاصره من كل جانب ، تشجع قليلا و رفع الغطاء عن رأسه فبدا له ضوء النهار جلياً ، كانت الأصوات تأتي من خارج المنزل فإعتقد بأن عائلة المنزل الآخر قد أبلغت عنه و بأن موعد القبض عليه قد حان ،

ظل جالسا في مكانه و عينه على باب المنزل ، بعد لحظات من الترقب وجد يونس نفسه أخيرا أمام أفراد تلك العائلة ، رجل خمسيني و شاب في سن الثلاثين تقريبا تتبعهما المرأة العجوز و المرأة ذات الفستان الأبيض و فتاة أخرى بقيت واقفة أمام باب المنزل ، كان الجميع ينظر إليه بإستغراب شديد و علامات الدهشة و الذهوب بادية على وجوههم ، إقتربت منه المرأة العجوز و بدأت تتحسس بيديها رأسه و أطراف جسمه ، بدا ليونس منظر تلك العائلة كأفراد قبيلة إفريقية تعيش في الأدغال عثرت على رجل أبيض ، إقترب منه ذلك الشاب و بدأ يردد أمامه بإستمرار بيدرو بيدرو و هو يشير بيده إلى صدره ، فهم يونس أخيرا بأن ذلك الشاب يريد أن يقول له : أنا إسمي بيدرو فأشار بيده إلى صدره و قال له أنا يونس يونس ،

بدت علامات الفرحة واضحة على وجه بيدرو بعدما تيقن أن يونس فهم مراده . عاد أفراد تلك العائلة للحديث فيما بينهم إلى أن نهضت تلك المرأة العجوز من مكانها و هي تمسك بيد يونس ، فهم من خلال إشاراتهم بأنهم يدعونه للذهاب معهم فوافق على مرافقتهم بعدما إتضح له أنهم لن يمسوه بسوء ، كانت المرأة العجوز تسير بجنبه و هي تمسك بيده على طول الطريق و كأنها عثرت على كنز ثمين . عاد أفراد تلك العائلة للإلتفاف حول يونس بعدما أدخلوه الحمام و أعطوه ملابس جديدة ، ظلوا جالسين حوله و ينظرون إليه في صمت حتى إنتهى من طعامه ، بدا لهم و كأنه لم يأكل منذ أيام طويلة ، إقترب منه بيدرو و راح يكلمه مرة أخرى لكن يونس لم يفهم من كلامه شيئا ، خرج بيدرو من الغرفة ثم عاد و هو يحمل في يده علم إسبانيا ،

فهم يونس قصده بسرعة فراح يردد على مسامعهم كلمة ماروك ماروك و هو يشير بيده إلى صدره ، كانت فرحة تلك العائلة كبيرة بذلك التقدم الواضح في الحوار ، لقد باتوا يعرفون بأن يونس جاء من المغرب ، خرج والد بيدرو من الغرفة ثم عاد بعد حوالي نصف ساعة برفقة رجل آخر ، لم يصدق يونس نفسه و هو يسمع ذلك الرجل يقول له : " السلام عليكم " ، إنتفض من مكانه حتى كاد يقلب طاولة الطعام ، عانقه بشدة و الدموع تكاد تسقط من عينيه ، أخبره ذلك الرجل بأن إسمه قاسم و بأنه مغربي هو الآخر و ينحدر من مدينة تاوريرت . شرع يونس في سرد قصته منذ خروجه من وجدة و المعاناة التي قاساها طوال ثلاثة أيام و قاسم يترجم الحديث لأفراد تلك العائلة ، كان إستغرابهم واضحاً من هول تلك المغامرة التي لم يسبق لهم أن سمعوا بها طوال حياتهم ، إنفجر قاسم بالضحك لما سأله يونس عن سر إهتمام هذه العائلة به

خاصة تلك العجوز التي لم تفارقه و لو للحظة واحدة فأخبره بأنهم يعتقدون بأنك تملك كرامات أو أنك إنسان خارق للعادة ذلك لأن المنزل المهجور الذي نمت فيه ليلتين هو منزلهم القديم الذي هجروه منذ زمن بعد أن سكنته أرواح شريرة . توقف قاسم عن ترجمة الحديث و راح يتحدث مطوﻻ مع أفراد تلك العائلة ، بقي يونس صامتا ينظر إلى ذلك الحوار الذي بدا له جديا و إن كان لم يفهم منه شيئا إلى أن خيم صمت مفاجئ داخل الغرفة ، نظر قاسم في وجه يونس قائلا : " إسمع يا ولدي أنت ﻻ زلت صغيرا و يبدو أن هذه العجوز قد تعلقت بك بسرعة و أفراد هذه العائلة كلهم يرغبون في بقائك معهم أما أنا فأدعوك للعمل معي إن شئت في مجزرة لبيع اللحوم ، فاضت عينا يونس بالدموع من شدة الفرح و التأثر ، لم يكن ليطلب أكثر مما سمعت أذناه .

طلبت أم بيدرو من زوجها أن يأخذها إلى المدينة برفقة يونس لتشتري له ملابس جديدة على مقاسه ، تأثر يونس كثيرا بطلبها و تذكر والدته التي لم يرها منذ ثلاثة أيام فتوسل إلى قاسم أن يساعده عاجلا في بعث رسالة مستعجلة لعائلته . خرج الجميع في إتحاه المدينة كان يوماً ﻻ ينسى في حياة يونس و هو يتجول لأول مرة كإنسان في شوارع مدينة لوركا . في صباح اليوم الموالي و بعد أن تناول يونس فطوره مع عائلته الجديدة ، لبس ثيابه الأنيقة و صفف شعره الناعم بعناية ثم طلب من بيدرو بلغة الإشارة أن يرافقه إلى المدينة ، لم يكن في المدينة كلها مكان يحن إليه قلب يونس سوى ذلك المقهى الذي تعمل فيه تلك النادلة الشقراء . إقترب من المقهى و ظل واقفا في الخارج للحظات و هو يراقبها من خلف الزجاج إلى أن خرجت فقابلها بإبتسامة عريضة شدت إنتباهها إليه لكنها لم تكترث لحاله كثيرا ،

إستفسره بيدرو عن غايته فطلب منه الإنتظار ، إستدارت النادلة خلفها و عادت تنظر في وجه يونس من جديد ، أطالت النظر و كأنها تحاول أن تستحضر بذاكرتها مظهراً آخر لهذا الشخص الغريب ، رسم يونس على وجهه إبتسامة أخرى و رفع يده إلى فمه في إشارة إلى أنه يريد أن يأكل ، بهتت النادلة الشقراء لم تتمالك نفسها و راحت تحرك رأسها إلى الأمام و هي تشير إليه بأصبعها و كأنها كانت تريد أن تقول له : أ هذا أنت ؟ كان لقاء فريدا بين متشرد سابق و صاحبة فضل ﻻ ينسى ، تولدت عن ذلك اللقاء بفضل تواجد بيدرو رغبة في لقاء آخر بين يونس و ماريا الشقراء . مر زمن طويل توطدت فيه صداقة يونس و ماريا إنتهت بزواج بعد مرور سبع سنوات على ذلك اللقاء الفريد .
حصل يونس أخيرا على أوراق الإقامة فقرر الرجوع إلى وجدة لزيارة عائلته و أصدقائه ،

جمع أغراضه و حمل من ضمن ما حمل حقيبة مملوءة عن آخرها بعلب الشاي الأخضر....كانت فرحته تفوق كل وصف و هو يشق طريقه بين واد الناشف و حائط " لفوار" في إتجاه منزل عائلته بالقرب من جنان كاباروس ، توقفت سيارة الأجرة عند نهاية ذلك الدرب الطويل و هب أوﻻد الحي فرحين بعودة يونس إلى الديار ، بلغ الخبر أفراد عائلته فخرجوا لإستقباله....إختلطت في عيونهم دموع الفرح و الحزن و تعانقت الأجساد بعد غياب طويل ، سلم يونس على إخوته و أخواته و أسرع في الدخول إلى المنزل ، توجه مباشرة نحو غرفة والدته فلم يجدها و راح يبحث عنها في أرجاء المنزل لكنها لم تكن هناك ، سأل إخوته عنها فأجابته الشهقات و الدموع...ضمه أبوه إلى حضنه و عيناه تغالب الدموع ، رجع يونس إلى غرفة أمه إرتمى على فراشها و أطلق العنان لدموع تأخرت كثيرا في الوصول ، خيم الحزن على المنزل من جديد و ضاعت فرحة العودة بين دعوات الصبر و عبارات العزاء .

تاريخ النشر: 11-11-2019 م