الحاج علي ڭاسمي رحمه الله


الحاج علي ڭاسمي رحمه الله

المصدر : رمضان بنسعدون

الحاج علي ڭاسمي ، ينتمي لقبيلة حميان أولاد مبارك ، كان من بين الكسابين المعروفين ببلدة عين بني مطهر معروف بكرمه و جوده ، و أخلاقه الفاضلة ، كان من بين الأوائل الذين إقتنوا الشاحنة في تلك الفترة خلال أربعينيات القرن المنفلت و كان من بين أعيان قبيلة أولاد سيدي عبد الحاكم الذين يعتد بهم ببلدة عين بني مطهر وافته المنية في العام 1973 وخلف من الأبناء محمد الملقب بالهواس ، عبد القادر ، يحي ، الزبير و إبراهيم متواجدين بباريس و عبد الرزاق .....

و الحاج عبد الرحمان ڭاسمي رحمه الله هو الآخر سار على خطى والده من حيث الكرم و الأخلاق و تربية المواشي و كان مثقفا و ذا دراية بالمجال العلمي حيث أنه كان يقتني جريدة الرأي ـ L'Opinion ـ يوميا و من أبناءه عثمان و عمر ڭاسمي الغني عن كل تعريف و إبنته ڭاسمي الزهرة الفاعلة الجمعوية .. رحم الله الحاج علي ڭاسمي و إبنه الحاج عبد الرحمان ڭاسمي اللذان سارت بذكرهما الركبان في الأخلاق الفاضلة و الكرم و تربية المواشي و لما أسدياه من خير ليس فقط في أوساط بلدة عين بني مطهر بل في كافة المنطقة الشرقية أسكنهما فسيح جناته إنا لله و إنا إليه راجعون ..

****************************

قيل عنه

مصطفى الصديقي

الحاج على ڭاسمي وما أدراك. الرجل المؤمن التقى الكريم الحذر. وصاحب المشورة في كل شيء . وهو صاحب المقولة الشهيرة . إذا لم تجد من تشاور فشاور حجراً . المهم أنك شاورت . كان يلقب بملك الظهرة . لإمتلاكه قطعانا من المال كانت تملأ ربوع بادية عين بني مطهر. ( بُولرْجام ، ڭلب العود ، الدغمانية ، و الطْراريد حتى التُخوم المحاذية لتندرارة والحدود الجزائرية ، وذو خبرة في مجال الماشية وخصوصا الأغنام . حتى أصبح من أكبر المَوالين في المغرب والجزائر معاً .

ولا يُضاهيه في ذالك إلا كبار الموالين من أولاد نايل وبني ڭيل وعلى رأسهم لزرڭ ولد بوعلام ، والتوهامي ولد رمضان ، وأبناء عمومته من ولاد أمبارك بالمشرية . و العريشة ، والقصدير، وبرماد ، والمغبورة ، وكُلها مناطق حدودية تعرف بمواليها المشهورين وعلى رأسهم المرحومين عبد الله بن هيكل صهر الحاج علي، و الحاج محمد بن عامر عمرانى ، أخ السي أحمد بن عامر أطال الله في عمره ، وكلهم من أبناء برڭم البررة ، وكُلهم خريجو مدرسة الحاج علي العريقة ، دون أن ننسي إبنه البار رحمه الله عبد الرحمان الذي يعتبر نسخة طبق الأصل عن أبيه في الحكمة والذكاء وفعل الخير ،

وكان بالإضافة إلى كل هذا سياسيا محنكاً ، وديبْلوماسيا بارعا يدير الأُمور بحكمة وعقلانية ، وهو من القلة القليلة التي تنقلت إلى فرنسا فى الخمسينات برفقة السي حمزة . حينما كانت فرنسا تعتبر حلما للكثيرين ، وهو يتقن لغة موليير ويتكلمها بطلاقة ، بالإضافة إلى أناقته المعهودة ، التي يتميز بها الكثيرون من أبناء برڭم من مختلف القبائل ، وكان شعارهم ( الهمة والزياخة والمواقف ) وهي معايير غاية في النبل لصناعة التراريس ، أما فيما يتعلق بأبناء الحاج علي ، كل من قادة ، يحي ، فهم متواجدون ويسكنون بمدينة سعيدة ، والهواس رحمه الله كان ساكنا بمدينة بيدو جنوب مدينة سيدي بلعباس ،

وهي منطقة أغلب سكانها حميان وخصوصاً من أولاد مبارك ، أما فيما يخص أبناء عبد الرحمان المتواجدون بالجزائر فهم حمزة ، وعثمان ويقطنان بوهران ، بالإضافة إلى كل من عمر و البشير. والكثير من سكان عين بني مطهر لا يعلمون بأن الحاج علي رحمه الله هو من كان يدفع فاتورة الكهرباء للمسجد العتيق منذ الإستقلال ، صدقة جارية لازالت مستمرة إلى الآن على ما أعتقد ، تعم خيراتها على جميع أفراد العائلة الڭاسمية ، وكذا مساهماته المادية في المقاومتين التحريريتين لكُل من البلدين الشقيقين المغرب والجزائر ،

وفي الختام بِودي أن أذكرك الأخ رمضان بنسعدون ما دُمت أنك أتيت على ذكر عرش أولاد مبارك بشخصيتين بارزتين في عرش أولاد سيد عبد الحاكم عُموما وأولاد مبارك خصوصا ، ألا وهما الحاج بلحرمة بخلخال ، و الحاج التومي عادل الشهيد ، وكانوا مظرب الأمثال في الكرم والورع و التقى وإصلاح ذات البين ، ويشهد لهُما بالحكمة والرزانة وعلو الهِمم . ولا يقلون شأنا عن الحاج علي جاهاً ومالا ودراية بعالم الأنعام ، وكان الحاج بلحرمة بالاضافة إلى كونه موالا . ( جباراً ) ماهرا وصاحب يد مَبروكة .

هذه شهادتى و هي شهادة للله لا أزكى بها أحداً لهذه الأرواح الطاهرة الطيبة التي لا يسعني في الأخير إلا الدعاء لها بالرحمة والمغفرة وحسن المئاب ، ولكل أبناء عين بني مطهر القرية المباركة والمعطاءة في التراريس من كل القبائل بمختلف عروشها التى لعبت دورا في غاية الأهمية في صنع تاريخ مجيد وشرفت المنطقة بمواقفها وتاريخها والذي كتبته بحروف من نور ، تحياتى للجميع وموفق الأخ رمضان في كُل ما تقوم به حفاظاً على الذاكرة الجماعية للمنطقة .

تاريخ النشر : 2018/05/06 م