بائع ( السفنج ) بعين بني مطهر


بائع ( السفنج ) بعين بني مطهر

المصدر : الطاهر بونوة

لعل جيل اليوم وهو يمر بجانب بائع ( السفنج ) لن يخطر بباله ماذا كان يمثل لنا هذا الغذاء الذي يشع حرارة ويتقاطر زيتاً. وأنى لجيل طاغير ودانون وبتي سويس وهامبورغر أن يستوعب زمننا الجميل. أنا الآن في بداية السبعينات أتأبط محفظتي في طريقي إلى مدرسة عبد الواحد المراكشي بعين بني مطهر أمر بحانوت الحاج بلعيد المشهور ببيع ( السفنج ) أخرج ما أدخرته من نقود لهذه اللحظة الثمينة، لأجود على معدتي بسفنجة كان مذاقها في ذلك الزمان أحلى من شهد العسل.

ومن الطرائف المرتبطة بالسفنج، وإن شئت قل التمثلات الخاطئة، كنا عندما نفرغ من أكل السفنج ندهن شعر رأسنا بالزيت، فقد أوهمنا أحد الأصدقاء بأن دهن الشعر بزيت السفنج يجعل الشعر رطبا لينا. لذلك عندما كنا نلج قاعة الدرس كأني بك في حانوت الحاج بلعيد، حيث رائحة السفنج تنبعث من الرؤوس لتضفي على المكان جواً من الدعابة كنا في حاجة إليها في زمن كان السياق التعليمي قاسيا نوعا ما.

تاريخ النشر : 2019/11/11 م